« البلغة الجبلية »، الحذاء التقليدي المصنوع من الجلد، تُعد واحدة من أقدم ما لُبس في القدمين بالمغرب بوجه عام، وبـ »آيت باها » ومناطقها الجبلية خصوصا، وتعد عنوانا للموروث الثقافي المحلي العريق، حيث لا يستقيم ارتداء اللباس التقليدي إلا رفقة « البلغة »، وغالبا ما تكون صفراء بالنسبة للرجال، أو حمراء بالنساء، تضفي على لابسها الأناقة والوقار..
ولا تخلو مكونات اللباس عند عموم ساكنة المناطق الجبلية لإقليم اشتوكة آيت باها من « إِدُوكان »، وهي التسمية الأمازيغية لـ »البلاغي »، حيت تعكس، عند انتعالها، هوية وثقافة مترسخة منذ القدم بين ثنايا الألبسة التراثية.
و تُعد البلغة إحدى لوازم الأعياد والمناسبات، وحاضرة ضمن عادات الأعراس المحلية، وواحدة من الهدايا المتبادلة بين أهالي العروسين، ضمن ما يُطلق عليه بـ « أوكريس »، وهو مجموع الألبسة والحلي وأدوات التجميل التقليدية التي تُقدم للعروس لارتدائها قبل التوجه إلى بيت العريس.
ونظرا للمكانة الخاصة التي تحضى بها « البلغة » في العادات المحلية الأصيلة بالمنطقة جعلت الصانع التقليدي بـ »آيت باها »، » يبدع أشكالا وألوانا وزخارف لتزيينها، ويتنافس في رسم نقوش وتنميق خطوط على واجهاتها الجلدية »، اذ ان هذه الصناعة تعتمد في جميع مراحلها على اليد، ما يجعلها تحتفظ على مقومات الجودة والخصوصية المستوحاة من وحي التراث المحلي.
إن شكل « بلغة » آيت باها يشبه الحذاء، نظرا للطبيعة التضاريسية للمنطقة، وكان صنع « البلغة » الجبلية في السابق يرتكز على جانب المتانة أكثر من الجانب الجمالي، لكونها حذاء يومي لأهالي هذه المناطق، غير أن « البلغة » عادت أخيرا بقوة، وبأشكال أكثر إثارة وجمالية.
ويضيف « ما عدا هذه الفترات، يبقى الطلب عليها متوسطا، حيث يتم اللجوء إلى تسويق المنتج في الأسواق بمختلف مناطق المغرب، كما تشارك تعاونيته بمعارض للمنتجات التقليدية تمتد إلى خارج الوطن، الهدف منها التعريف بهذا الموروث المغربي، بالتعاون مع مبادرة التنمية البشرية، كشريك في إحداث وتجهيز ورشات لإنعاش صناعة « البلغة ».
ويقول الباحث المهتم بالتراث، خالد ألعيوض، إن شكل « بلغة » آيت باها يشبه الحذاء، نظرا للطبيعة التضاريسية للمنطقة، حيث إن النماذج الأخرى التي أطلق عليها « البلغة المدينية »، كـ »بلغة » فاس، لا تصلح للمناطٌق الجبلية، مشيرا إلى أن صنع « البلغة » الجبلية كان في السابق يرتكز على جانب المتانة أكثر من الجانب الجمالي، لكونها حذاء يومي لأهالي هذه المناطق، غير أن « البلغة » عادت أخيرا بقوة، وبأشكال أكثر إثارة وجمالية.
المرجع
https://www.hespress.com/regions/282414.html