صناعة الحلي والمجوهرات

نظرا للأهمية التي تتميز بها صناعة المعادن وكذا عمقها التاريخي الموغل في القدم فقد كان لاقليم طاطا كذلك بصمة في هذا المجال نظرا لتاريخ هذه المنطقة الضارب بدوره في القدم.إذ ما يميز صناعة الحلي بهذه المنطقة هو كونها تحمل صدق فني رغم أن صانعها لا يستعمل إلا أدوات بسيطة فبالرغم من العصرنة التي أضفاها الصناع التقليدين على مجال صناعة الفضة ومزجهم بين تقنيات قديمة وأساليب عصرية إلى أنهم لا يزالون يحافظون على شكلها القديم.فالحلي في هذه المنطقة تعتبر معلمة من معالم الثقافة الزكيدية فبالرغم من الضعف الذي يعرفه هذا القطاع ومنافسة الحلي الفضية العصرية المستوردة من الخارج وبأسعارها المناسبة إلى أن الصانع باقليم طاطا فهذه العراقيل التي تصادفه لم تمنعه من المحافظة على التقليد كثيرا وما يدل على ذلك هو صموده واستمرار هذه الحرفة إلى يومنا هذا.ففي هذه المنطقة تظل الفضة هي الأكثر استعمالا فيما يتعلق بصناعة المجوهرات .و تضل الفضة هي الأكثر استعمالا إذ لكل عضو من أعضاء المرأة حلي خاص بها إذ يصوغ الصانع الخواتم والدملج والحلقات والقلادات مستعملا بذلك أفرانا ومعدات كلها تقليدية الصنع فلا يزيده ذلك إلا دقة واتقانا في الانتاج إذ يكفي أن نعرف هنا أن ما تضعه المرأة من حلي جميلة ودقيقة بدءا من الخاتم وصولا إلى الخلخال هي كلها مصوغة بعد صهر مادتها الاولية من الفضة فوق الجمر .إن شكل الحلي يختلف في هذه المنطقة من قبيلة إلى أخرى وهذا ما يضفي تلك الجمالية والحس الفني المرهف وسندرجها حسب كل عضو. الرأس: يقمن النساء في بادئ الامر بظفر شعرهن بطرق مختلفة تتناسب مع كل فئة عمرية ويضعون على جباههم متا يصطلح عليه محليا بالسفيفة.

-2) شكل السفيفة وطريقة صنعها:

يتم أخذ ثوب طويل بعض الشيئ وعريض حسب الإختيار ثم يتم تزيينه بتثبيت العقيق فوقه وعملات ترجع إلى عهد الملوك الذين استعمروا المغرب وكلها مصنوعة من الفضة مكونة من الفرنك الفرنسي وعملات أخرى تؤرخ لسنة 1366 لا يزال هذا الصانع التقليدي الموجود بفم زكيد محتفظ بها إلى الآن ويزين كذلك بأنواع أخرى من العقيق تسمى الربوعات يتم تتبيثها هي الأولى في أعلى الثوب وأسفلها يتم وضع العملات وبالقرب منها يرتب عقيق آخر يسمى الجوهر وأسفل منه عقيق الجديان وآخر يسمى بالقفل وفي الصف الأخير يتم وضع ربوعات مماثلة له بالأعلى متبتة وملتصقة فيما بينها بشكل رائع ذو ألوان متناسقة ومتكاملة فيما بينها مخلفة بذلك لوحة فنية رائعة.
وتضع النساء كذلك في التسريحة نفسها ما يصطلح عليه بالشوافة وهي دائرية الشكل تتكون من قاعدة مزينة بدوائر من الفضة يتبت فوقها سلك مزين أعلاه بعقيق أحمر وأخضر اللون وتثبث فوقهم عقيقة أكبر من الأولتين في الحجم تسمى باللوبان.

-3) صناعة لحزايز هي الأخرى توضع على الرأس:

يتم أخذ جلد المعز بعد تنقيته ودبغه وتقطيعه حسب حجم الحزايز ويتم أخذ خيط مخصص لذلك ، ويتم تتبيت أنواع من العقيق لها عدة تسميات محلية الجوهر وربوعات من الفضة.

المخنكة: تضع النساء ما يصطلح عليه محليا بالمخنكة شكلا يعرف اختلافا ملحوظ حسب القبائل المنتمية لفم زكيد اذ بنوهلال يزينون هذا العقد بما يسمى بالربع وهو عقيق مركب يتم تشكيله في خيط من الحرير ويزين بعقيق الشهرة وتدوزات والربع الحساني أما الأمازيغ فيصنعون المخنكة بأشكال أخرى من العقيق تدوزت والربع والجديان هي عبارة عن عقيق يتم استخراجه من البحر وألوانه المكونة أساس من الأبيض والبرتقالي وهو مستطيل الشكل.

لكلادة:هي عبارة عن النمودج الكلاسيكي للقلادة والتي كانت تتحلى بها النساء في كل المدن المغربية دون استثناء وتتكون من ثلث قطع على شكل نجمات أو وريدات وهذه الأخيرة يمكن أن تكون مماثلة فيما بينها أو مختلفة من حيث الشكل تضعها العروس أيضا في رقبتها حسب تقاليد المنطقة.

النبالة: تضع النساء ما يعرف بالنبالة عبارة عن دملج منقوش بروسمات غاية في الاتقان والجمال منها ما هو مرتبط بالطبيعة الصحراوية وجماليتها ومنها ما يرمز إلى بعض العادات لدى الانسان الزكيدي .

الخلخال: تضع النساء الخلخال في القديم فهو يعتبر رمزالفنون التقليدية ورمز الجمال والحلية التي تتزين بها المرأة الزكيدية بين الفينة والأخرى فهو يوضع في الرجل عند الكعبين كوضع السوار في اليد ويصنع هو الآخر من الفضة الخالصة لتسوية مشية الصحراوية الزكيدية.

ثانيا: طريقة صناعة الحلي وإدابة النقرة بفم زكيد:

بمدينة فم زكيد يوجد صانع واحد يسمى بومسلي ورث هذه المهنة أبا عن جد في القديم حسب تصريحات الصانع فقد كانت المقايضة بين التاجر والمستهلك لهذه الحلي يم عبر البادل بالتمر والزرع واللوز فبالرغم من بعدهم عن المدن إلا أنه كان لهم صيت بالغ المدى سواء في المناطق المجاورة والمدن الكبرى نظرا للحرفية وكذا الصدق وحب المهنة.
يقوم الصانع بجلب المواد الأولية من مدينة تزنيت إما على شكل صفائح أو مادة خام مصفاة من كل الشوائب أو عن طريق شراء حلي قديمة وإعادة إدابتها.
تمر إدابة الفضة بعدة مراحل قبل أن تصبح على شكل لوحات فنية في غاية الجمالية والدقة.
تتميز صناعة الفضة بكونها عمل يدوي يعتمد على الأدوات اليدوية التقليدية حتى أن طريقة العمل لم تتغير كثيرا منذ القدم في هذه المنطقة وهذا ما يميز الفضة المشغولة يدويا كإنتاج محلي عن غيرها من الفضة المسوردة من الخارج إذ أن الأدوات التي تستخذم في هذه الصناعة في غاية البساطة إذ يقوم الصانع بأخذ المعدن الخام أو على شكل أسلاك ثم يقوم بتقطيعه إلى أجزاء ويضعها في إناء يسمى باليوط وهو متوسط الحجم هذا الاناء يتم وضعه في فرن مخصص لإدابة النقرة هذا الفرن يتم توصيله بواسطة انبوب موصول بدوره في قنينة غاز ويتم تسليط الملهاب على الفرن فتمر النار إلى داخل الاناء المخصص للإدابة حيث تتحول إلى شرائح وسبائك ويتم قطعها وفقا للحاجة.
المرجع
http://chanfarfati.blogspot.com/2013/05/blog-post_31.html