تعتبر الأزياء من السمات المميزة للجماعات البشرية في الزمان والمكان، كما أنها خصوصية ورموز ثقافية يفترض العمل من أجل حفظها وصيانتها، خصوصا في ظل تيار العولمة المتوحش الذي يلتهم الثقافات والقيم.
ما إن تعبر اقليم طاطا حتى يلفت انتباهك ذلك الرداء الأسود، ذو الرموز المختلفة والألوان المتنوعة، والذي تضعه النسوة. هذا الرداء أو « الحايك » يسمى محليا « تَاحْرُويْت »، وهو ليس مجرد رداء فحسب، بل رمزا من الرموز الثقافية التي تميز الجنوب الشرقي وتحفظ خصوصية هذه الربوع، كما ينطوي على رمزية يجب الإبحار سميائيا لسبر أغوارها.
« تَاحْرُويْت » ليست مجرد قطعة قماش كما يبدو لنا في أول وهلة، بل لوحة فنية أبدعتها أنامل رقيقة حفظا للذاكرة وصيانة للانتماء؛ قطعة ثوب باللون الأسود –قبل أن يتم استعمال ألوان أخرى- تحمل الكثير من الرموز الثقافية.
يجدر التذكير بأن المجال الحار -الذي تمثله السهول- في الجنوب الشرقي هو موطن « تَاحْرُويْت.

https://www.hespress.com/regions/385113.html